الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

السعيد من احب عليا عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
السعيد حق السعيد مَن أحبَّ عليَّاً في حياته وبعد موته ، والشقي كل الشقي مَن أبغض عليا في حياته وبعد موته
كرَّرت الأخبارُ والمتون شرطَ اللهِ تعالى في ” ضرورةِ “ حبِّ علي بن أبي طالب (ع) ولزومِ أمرهِ ، وهي تقصدُ بذلك ” الحبَّ الخاص “ ، بعيداً عن العموميَّات الواردة في الحبِّ العام للمؤمنين ، وقد وردت بعناوين كثيرة ، من مواطن كثيرة ، منها أنَّ { حبَّ عليٍّ علامةُ الإيمان ، وبغ......ضهُ علامةُ النفاق والكفر } ، وما إليه ، كما تعرَّضت طائفةٌ لمحبَّة النبيِّ ’ فشرطتها بمحبَّة عليٍّ (ع) ، وهكذا ، بل ” يوم الراية “ هبط جبرائيل (ع) على النبيِّ (ص) ليذيعَ على الخلق أنَّ اللهَ ورسوله يُحبَّان عليَّاً وهو يحبُّهما !!! ولأنَّ له هذا النحو الخاص مِن المحبَّة ، فإنَّه كرَّارٌ لا فرَّار ، وأنَّ الله ”لن يخزيه أبداً “ ، وأنَّ الله سيفتح على يده ، ما يعني أنَّ محبَّة عليٍّ (ع) لها شرطيَّتُها العالية التي تليقُ بما أثبته اللهُ ورسوله له مِن الإمامة ومنصب الخلافة الذي أثبتناه عليك ، بل تعرَّض له القرآن في مواطن ، أشهرها ” آية المودَّة “ الصريحة في درَّة الكرامة ، ولبِّ الإمامة ، فصرَّح إحكَامَاً أنَّ أمرَ الرسالة وأجر الرسول مشروطٌ بالنزولِ على مودَّة عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام ” نزولَ ولايةٍ واتباع “ !!! وعليه : فمَن خاصَمَ عليَّاً أو ردَّهُ أو تركه أو امتنع عليه ، فقد ردَّ على اللهِ تعالى شرطَهُ اللازِمَ في المودَّة التامَّة والولاية العامَّة .
وقد خُرِجَ جملةً مِن مواطن الأمر النبوي بحبِّ عليٍّ وضرورة النزول على أمرهِ ، بل أفردتُ على ولايتِهِ والنزول على أمرهِ طوائف كثيرة بنفس المتن الذي يأمرُ ’ بحبِّهَ (ع) ، مِن شروط وسائطيَّة كثيرة . والباب هنا معقودٌ للشقيِّ والسعيد ، فالشقيُّ مَن أبغض عليَّاً ، والسعيدُ من أحبَّهُ . وهو كغيرهِ يضعُ الناس بين حدَّين : حد السعادة المقرون بطاعة عليٍّ (ع) ، والشقاء المقرون ببغضِهِ وتركِ أمره . فمنه ما ضبَطَهُ المتقي الهندي بواسطة جميع بن عمير عن النبيِّ (ص) قال :
[ إنِّي رسولُ اللهِ إليكم ، غيرُ محابٍ لقرابتي ،
هذا جبريلُ (ع) يخبرني أنَّ ” السعيدَ حقَّ السعيد “ مَن أحب عليَّاً في حياتِهِ وبعد موتِهِ ،
وأنَّ ” الشقيَّ كلَّ الشقيِّ “ مَن أبغض عليَّاً في حياته وبعد موته ] .
وتتبَّعهُ الطبراني مِن طريقٍ آخر ، فخرَّجه بواسطة حسين بن علي ، عن أمِّهِ فاطمة بنتِ رسولِ الله (ع) قالت :

{خرجَ علينا رسولُ اللهِ (ص)عشيَّةَ عرفة فقال :
إنَّ اللهَ باهى بكم ( أي بأهل البيت ) ، وغفر لكم عامَّة ولعليٍّ خاصَّة ،
وإنِّي رسولُ الله إليكم ، غيرُ محابٍ لقرابتي ، هذا جبريل يخبرني أنَّ ” السعيد حق السعيد “ مَن أحبَّ عليَّاً في حياته وبعد موته ، وإنَّ الشقيَّ كلَّ الشقي مَن أبغض عليَّاً في حياته وبعد موته } .
ثمَّ ضبطه بشرط ” عبد الله بن عباس “ عن فاطمة . فتكون مخارجهُ من ثلاثة .
وأمضاهُ الهيثمي بواسطة ” فاطمة بنت رسول الله (ص) “ - ولها أكثر من خبر فيه - قالت : { خرجَ علينا رسولُ الله (ص) عشيَّة عرفة فقال : ” إنَّ الله تعالى باهى بكم ( أي بأهل البيت ) وغفر لكم عامَّة ، ولعليٍّ خاصَّة ، وإني رسولُ اللهِ إليكم ، غيرُ محابٍ لقرابتي ، هذا جبريل يخبرني أنَّ ” السعيد حق السعيد “ مَن أحبَّ عليَّاً في حياته وبعد موته ، وأنَّ ” الشقيَّ كلَّ الشقيِّ “ مَن أبغض عليَّاً في حياته وبعد موته
وحاصل الأخبار التي أوردناها عليك في الأبواب من هذا الكتاب : أنَّ شرطَ لزومِ النبوَّة ، والإستقامة على أمرها ، واستحقاق إسم الإيمان ، واتِّباع الحق ، وفعل الطاعات ، موقوفٌ على حبِّ عليٍّ والنزولِ على أمرهِ وولايتِهِ ، فمَن فارقَ عليَّاً فقد فارقَ الحقَّ ، ومَن خاصَمَهُ ؟؟ فقد خاصم الحقَّ ، ومَن تركه ضلَّ ، ومَن تخلَّفَ عن بابِهِ فقد تخلَّف عن باب الهدى ، ومَن افترق عنه فقد افترق عن الثقلِ المقرون بالقرآن الذي تواتر الخبر أنَّ الهداية والطاعة موقوفةٌ عليه . خذها قصيرةً مِن طويلة ، فإنَّ ما أوردناهُ صريحٌ في أنَّ الإيمان مشروطٌ بولاية عليٍّ وأهل بيتِهِ ، وفيها تأكيدٌ على أنَّ مَن فارقَهُ فارقَ الإيمان ، ولم يستحق إلا ” إسم الإسلام “ الذي حلَّت على شرطِهِ المناكحُ وعُصِمَت الدماء . فافهمها وقلِّبها ، فإنَّ كلَ ما سقناهُ في الأبواب متواترٌ ومن كلِّ لسان وبالشرطين ، ومعناهُ مبين ، فتدبَّر أمرك .

المعجم الكبير - الطبراني - ج 22 - ص 415
كنز العمال - المتقي الهندي - ج 13 - ص 145 – 146
مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 9 - ص 129 – 133
شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج 9 - ص 168 - 169